معبد أبو سمبل عبارة عن مجمع كبير يتكون من معبدين تم حفرهما في الصخر في عهد الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، كنصب تذكاري مخصص له ولزوجته نفرتاري، يقع معبد أبو سمبل حالياً على الشاطئ الغربي لبحيرة ناصر على بعد حوالي 300 كم من سد أسوان بالقرب من موقعه الأصلي قبل أن يتم نقله.
المحتويات
- تاريخ معبد أبو سمبل.
- وصف معبد أبو سمبل من الخارج.
- وصف معبد أبو سمبل من الداخل.
- تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني.
- معبد نفرتاري أبو سمبل.
- نقل معبد أبو سمبل.
- كيف تصل إلى معبد أبو سمبل؟
تاريخ معبد أبو سمبل
أمر الملك رمسيس الثاني ببناء معبد أبو سمبل بعد فترة وجيزة من توليه العرش عام 1279 قبل الميلاد، وكان يهدف بناءه لإحياء ذكرى انتصاره في معركة قادش في عام 1274 ق.م، رمسيس الثاني يكون ابن الملك سيتي الأول وقد قام بحروب كثيرة ضد الاعداء في الشمال والجنوب، وكانت أهم معركة أنتصر فيها هي معركة قادش ضد الحثيين وانتهت بمعاهدة سلام بين الجيشين، بعد بناء المعبد لتخليد تلك الذكرى كتب على جدران أبو سمبل والمعابد المصرية الأخرى تفاصيل المعركة وفخر الملك المنتصر رمسيس الثاني بانتصاره في المعركة.
وصف معبد أبو سمبل من الخارج
واجهة معبد أبو سمبل يصل ارتفاعها إلى حوالي 33 مترًا وعرضها 38 مترًا ويزينها أربعة تماثيل جالسة كحراس المعبد، تحطم التمثال الموجود على يسار المدخل أثناء الزلزال ولم يبق إلا قاعدته سليمة، كل تلك التماثيل هي تمثل الملك رمسيس الثاني جالسًا على العرش مرتدياً التاج المزدوج لمصر العليا والسفلى، يصل ارتفاع كل تمثال منها حوالي عشرين متراً ويرأسها إفريز مؤلف من اثنين وعشرين قردًا يحيط بالمدخل.
تم نحت المعبد وكل ما يحتويه من تماثيل على تل صخري، بالقرب من أقدام التماثيل العملاقة يوجد مجموعة تماثيل أخرى صغيرة الحجم بالمقارنة بالحجم الضخم لتماثيل الملك العملاقة حتى لا تصل إلى ارتفاع ركبتي الملك، تلك التماثيل الصغيرة تمثل أفراد مختلفة من عائلة الملك مثل زوجته نفرتاري والملكة الأم تويا وأبناؤه أمون خبيشيف ورمسيس وبناته الستة الأولى (بنتاناث، باكتموت، نفرتاري، مريتامين، نبتاوي، إستنفرت)، مدخل معبد أبو سمبل متوج بنقش بارز يصور صورتين للملك وهو أمام تمثال برأس صقر يقف تمثاله في محراب كبير يحمل في يده اليمنى كتابة هيروغليفية وريشة وماعت إلى يساره، في واجهة المعبد يوجد اثنان وعشرون قردًا أذرعهم ممتدة في الهواء من المفترض أنها تشير إلى الشمس المشرقة، إضافة أخرى بارزة في الواجهة وهي شاهدة تسجل زواج رمسيس من ابنة ملك الحثيين وهو اتحاد ختم السلام بين مصر والحثيين.
وصف معبد أبو سمبل من الداخل
التصميم الداخلي لمعبد أبو سمبل يتسم بنفس تصميم معظم المعابد المصرية القديمة حيث يتناقص حجم الغرف كلما اقتربت من الحرم، يبلغ ارتفاع غرفة الأعمدة 18 مترًا وعرضها 16.7 مترًا وهي مدعومة بثمانية أعمدة أوزيرية كبيرة تمثل الملك رمسيس، على طول الجدار الأيسر يوجد عدد من التماثيل الضخمة التي تحمل التاج الأبيض الخاص بصعيد مصر بينما تحمل التماثيل الموجودة على الجانب الآخر التاج المزدوج لمصر العليا والسفلى.
تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
أكثر ما يميز معبد أبو سمبل هو الدقة الهندسية التي تصل لحد المعجزة، معظم أيام السنة يغطي الظلام الحرم الداخلي للمعبد الرئيسي لأبي سمبل بما فيهم من تماثيل للملك رمسيس الثاني ولكن مرتين فقط في السنة في معاد محدد وثابت من كل عام يضيء ضوء الشمس ويتعامد علي وجه الملك رمسيس الثاني والتمثيل المجاورة له في حدث نادر وغريب، في 22 فبراير و 22 أكتوبر من كل عام تخترق أشعة الشمس هيكل المعبد الكبير وتضيء جزءًا من الجدران الداخلية وتتعامد الشمس على وجه الملك، هذا المعاد الثابت هو المعاد الحالي بعد نقل معبد أبو سمبل كما ذكرنا ولكن قبل نقل المهبل كان المعاد الثابت لتعامد الشمس هو أيام 21 فبراير و 21 أكتوبر بفرق يوم واحد وذلك عندما تم نقل المعبد إلى التلال الاصطناعية لم يكن من الممكن إعادة ضبط اتجاهه تمامًا مئة بالمئة وهو نجاح كبير للمهندسين المعاصرين في النجاح في تلك المهمة الصعبة عند نقل المعبد، يعتقد علماء المصريات أنه يتزامن مع عيد ميلاد وتتويج رمسيس الثاني الذي حكم لمدة 66 عامًا بين 1279 و 1213 قبل الميلاد، والسبب يرجع إلى أن المصريين القدماء لم يقوموا ببناء أي شيء بشكل عشوائي وأنهم كانوا حضارة متقدمة جدًا في عصرهم.
معبد نفرتاري أبو سمبل
يقع معبد نفرتاري شمال المعبد الرئيسي في أبو سمبل وهو مخصص لزوجة الملك نفرتاري التي كانت الزوجة المفضلة لرمسيس الثاني وكانت من أصل نوبي، مثل المعبد الرئيسي هذا المعبد محفور أيضا في الحجر الرملي، واجهة المعبد مزينة بستة تماثيل، أربعة منهم لرمسيس الثاني واثنان لزوجته نفرتاري، معبد نفرتاري يتميز بتصميم هندسي متميز جدا ومازال في حالة جيدة بفضل طبيعة التصميم المذهل لمنحوتاتها الضخمة بالإضافة إلى جودة النقوش الداخلية والمهارة المذهلة التي سمحت في ذلك الوقت منذ آلاف السنين بالتحكم في دخول ضوء الشمس في تواريخ معينة بحيث تضيء أجزاء معينة في حجرة وترك الباقي في الظلام، جميع التماثيل الستة في المعبد متساوية الحجم ويبلغ ارتفاعها 10 أمتار، يؤدي المدخل إلى غرفة بها ستة أعمدة مركزية منحوتة بتيجان مزينة برأس حتحور، تحتوي الغرفة الشرقية على بعض الرسوم التي تظهر الملك رمسيس الثاني وزوجته، خلف هذه الغرفة توجد غرفة أخرى تعرض مناظر مماثلة، يوجد في الجزء الخلفي من المعبد الحرم الذي يحتوي على تمثال حتحور.
نقل معبد أبو سمبل
مع مرور السنين هُجر معبد أبو سمبل وبدأ الرمل يملأ المعبد المهجور، في القرن السادس قبل الميلاد غطت الرمال تماثيل المعبد الرئيسي حتى ارتفاع ركبهم لأن الناس في ذلك الوقت لم يكونوا مدركين بعد لأهمية الآثار والتاريخ، نُسي معبد أبو سمبل تماماً حتى عام 1813 عندما زاره السويسري يوهان لودفيج بوركهارت وتم إزالة الرمال من فوقه، عندما شرع المصريين في بناء سد أسوان في عام 1964 هددت بحيرة ناصر معبد أبو سمبل بالغرق وهنا حدثت المعجزة الهندسية الفريدة بنقل معبد أبو سمبل من مكانه الأصلي المنحوت في الجبل وذلك في مهمة تحت رعاية اليونسكو حيث تم تقطيع المعبد إلى كتل صخرية من الجبل بشكل مدروس تماماً ونقله إلى جرف اصطناعي 210 م للخلف و 65 م فوق موقعهم الأصلي.
كيف تصل إلى معبد أبو سمبل؟
للوصول إلى معبد أبو سمبل هناك العديد من الخيارات حيث يمكنك الذهاب بالحافلة أو بالطائرة أو في رحلة بحرية في بحيرة ناصر حيث يتوقف القارب مباشرة أمام المعبد، الطائرة هي الخيار الأسرع حيث يستغرق الوصول من أسوان إلى أبو سمبل نصف ساعة، ينافس معبد أبو سمبل في الجمال والروعة أهرامات الجيزة نفسها وهو أحد أروع المباني التاريخية في مصر، استمتع بزيارة معبد أبو سمبل في زيارة نهارية أو استمتع بعرض الصوت والضوء المسائي لتتعرف على مصر القديمة بكل مجدها.
قد يعجبك أيضًا